تسرب الذهب الأسود يفتك بحياة المواطن والأراضي الزراعية
📝 ماجدة طالب
▪️بسبب ظروف الحرب والإهمال البيئي الذي مر على اليمن منذ تسع سنوات ونيف يظل ملف تلوث البئية على كافة أنواعها ملفا معلقا لشحة المعلومات البيئية المعتمة والتي لا تتواكب بشكل بيانات واضحة يومية بسبب ما يجري من اهمال لتعطيل مؤسسات الدولة والتصدع السياسي والأمني منذ عام 2014 والى يومنا هذا.
▪️التلوث البيئي للنفط يعد ملفا شائكا وعشوائيا بعد ان تحول من ثروة عامة في متناول الجميع وبشكل رخيص منذ أعوام الى خصخصة النفط منذ بدء الحراك الشعبي عام 2011 فكانت شركات النفط قبل الحراك شركات معروفة لعدة متنفذين في الدولة لحكم قبلي لم يحقق التوزيع العادل ولا الرقابة البئية الكاملة ولا النهضة من حيث الإيرادات وبناء البلاد وتطويره بشكل سريع لكنه كان في حينها بعيد عن توسع التجاوزات والإهمال والرقابة في استخراج النفط العشوائي في مأرب وشبوة وغيرها من المدن الجنوبية و بعض المدن الوسطى والتي لا تلتزم بالمعايير القانونية البيئية لاستخراج النفط.
▪️فاذا اسقطنا النظر الى مدينة حريب الذي يصل تعداد سكانها نحو 35 الف نسمه نموذجا لعدة عوائل أصيبت بسرطان البروستاتا والرئة وآخرون بسرطان الرئة والجلد والعين ، منذ عام ونيف وأصيب العشرات بالفشل الكلوي وأمراض تنفسية وجلدية، جراء التلوث النفطي الناجم عن عمليات استكشاف النفط وإنتاجه في محيط مدينة حريب والمناطق المجاورة لها.
▪️وبالتزامن مع حوادث تسرب ودفن النفايات النفطية ومخلفات الحفر الناتجة عن أنبوب النفط بالقطاع (18) في مأرب، التابع لشركة “صافر” لاستكشاف النفط وإنتاجه، التي تبعد 100 كيلومتر عن أقرب تجمع سكني في مديرية حريب امتد اثار عملية تسرب النفايات النفطية ودفنها على البشر ، إلى المزارع والآبار المحيطة أيضا وتضرر الأراضي الزراعية والمياه الجوفية تم سحبها من الآبار حيث تستخدم بشكل كبير في عمليات استكشاف النفط وإنتاجه،
▪️وأما ما تبقى منها فأصبحت البقع النفطية تظهر عليها، يقول احد المواطنين واسمه محمد كانت ارضنا تنتج الخيرات وبشكل امن وبعد أن تم سحب الماء وتلوث الباقي، جفت الأرض وحتى اللحظة ننتظر الجهات المعنية تسعى باستصلاح الأراضي بيد ان المنظمات الخاصة عملت على سحب جزء من كميات التلوث النفطي.
▪️وبحسب مواقع استقصائية ومستقله ان في مديرية الروضة بمحافظة شبوة (585 كيلومترا شرق العاصمة صنعاء) التي تضم نحو 6 آلاف نسمة، ومنذ عام ونيف فقد تركي بن حبتور (45 عاما) حينها أجزاء كبيرة من مزرعته، بسبب وصول كميات كبيرة من النفط المتسرب من الأنبوب الممتد من قطاع عياد (شمال عتق) حتى ميناء النشيمة بمديرية رضوم على خليج عدن إلى المزارع والآبار المائية المحيطة بها. حيث كانت مزرعة حبتور منتجعا سياحيا للعائلات، وتنتج التمور والمانغو والخضروات اليومية، غير أن التلوث بسبب التسربات النفطية أثر عليها فأجدبت وانخفض إنتاجها إلى الربع، وفق تقديره.
▪️خطر الانبعاثات الاشعاعية من تسرب النفط يهدد المواطن.
▪️الدراسات العلمية تشير إلى أن تسرب النفط الخام على التربة السطحية يؤدي إلى انبعاث العديد من الغازات ومنها غاز الميثان والإيثان وأكسيد الكربون والكبريت والغازات الأخرى متعددة الحلقات، مثل غازات بي تي إكس” (BTX) وهي من أشد الغازات سمية وتسبب سرطانات الجهاز التنفسي، إضافة إلى انطلاق غاز كبريت الهيدروجين شديد السمية الذي يؤدي استنشاقه إلى اضطرابات تنفسية ويؤثر على الأعين والأغشية المخاطية في الأنف والحنجرة ويضر بالشعب الهوائ.
▪️وتحوي المياه المرافقة للنفط نسبا عالية من المعادن الثقيلة والأملاح المنحلة التي تضم عناصر مشعة تترسب على سطح التربة، ويؤدي التعرض لهذه المواد إلى مخاطر الإصابة بالسرطان وتليف الكبد أو الكلى وأمراض أخرى على المدى الطويل.
▪️كما أن المركبات الضارة التي يحويها النفط وهي ملوثات عضوية أو غير عضوية سامة -مثل مركبات الفينول والسيانيد والكبريتيدات وأيونات المعادن السامة والمواد الذائبة- تلوث التربة تلوثا خطيرا، وتجعلها غير صالحة للحياة النباتية والحيوانية على المديين القصير والمتوسط.
▪️وبحسب مكاتب الصحة العامة والسكان في محافظتي مأرب وشبوة -بناء على متابعات ، وعمليات رصد للحالات، ودراسات جارية لجهات ومراكز من ضمنهم مركز الخراز- اكد أن المديريات الواقعة بالقرب من الأنبوب النفطي وأماكن تسرب ودفن المخلفات النفطية ارتفعت بها نسب الإصابة بالأمراض التنفسية والجلدية والسرطانات بـ7 أضعاف مقارنة مع غيرها من المدن.
▪️من جهة أخرى كشف تقرير ميداني انه تتم عملية دفن المخلفات النفطية في محافظات الحديدة ومأرب وشبوة وحضر موت، وأنه تم أخذ عينات من هذه المحافظات لفحصها في مختبرات معتمدة وكانت النتائج “خطيرة”. فالشركات النفطية -وفقا للخراز- تقوم بتصريف المخلفات النفطية من دون معالجات علمية، وتمت ملاحظة حفر كبيرة خلال عملية المسح بمتوسط عمق 4 أمتار تدفن فيها المخلفات وتترك بعضها مكشوفه.
فضحية توتال الفرنسية عبر صحفي استقصائي فرنسي
▪️استندت التقارير البيئية والمنظمات الغير حكومية على تحقيق استقصائي أعده الكاتب الفرنسي كوينتين مولر، لمصلحة منظمة السلام الأخضر غير الحكومية، نشرته صحيفة “لوبيز” الفرنسية في منتصف شهرأبريل 2023 بعنوان مياه توتال السوداء في اليمن، تحدث فيه عن تسببها بعمليات تلوث واسعة في محافظة شبوة والمناطق الأخرى التي تعمل فيها كحضرموت ومأرب، بتواطؤ نظام علي عبد الله صالح.
▪️وكشف التحقيق الفرنسي عن دفن ملايين اللترات من المياه السامة، وانسكاب النفط، وتقنيات التشغيل غير القياسية، وتلوث أكبر المياه الجوفية في البلاد، وعدم إعادة تدوير النفايات السامة وذلك بسبب اهمال ورقابه حكومية التي شهدت تصدع امني خلال السنوات الماضية.
▪️وكما وصف ما يجري هناك بالموت الذي يطال الأرض والحيوانات والبشر، جراء تسرب مواد كيميائية، وتلوث الهواء، وتأثر المناطق المحيطة وذكر كل ارتفاع معدلات امراض السرطان واعتبرها فضيحة بيئية للشركة على مر العصوروالمناطق حسب تعبيرة.
تاريخ عن تجاوزات توتال وردها على الاتهامات
▪️خرجت ردود أفعال عبر منتديات منها منتدى مركز صنعاء ومواقع بيئية لشركة توتا ل حيث اقرت الشركة انها لم تقم بالتفريغ والتنظيف الكامل لخزائنها بحجة اتلاف البطانة الداخلية الهشة للخزانات، ولكنها أكدت بأنه قد تم تركيب نظام معالجة المخلفات النفطي لاستخراج النفط المتبقي من خلال فصله عن المياه المنتجة ثم إعادة تدويره. غير أن هذا الإجراء بدوره لا يساهم في منع أطنان من التربة المشعة والمسرطنة التي تُرِكت لتتحلل. فحتى هذه اللحظة ، تظهر صور الأقمار الصناعية للقطاع العاشر التي حصلت عليها صحيفة بوضوح، أن بعض الخزانات تفيض بهذه الرواسب الكيميائية الضارّة.
▪️وبحسب شهادة مهندس يمنيا كان يعمل لدى الشركة لديه معلومات ان الخزانات كانت تملىء بالكامل و نستعيد حقن المياه المنتجة في ابار تصرفه بعمق اكثر من 2500 متر وهي ما نفت شركة توتال بهذا الشأن بقولها لاتوجود ابار تصريفيه مزعومة لحقن المياه المنتجة وبحسب تصريح المحامي سامي جواس عام 2012 الى جوليجين وكان عضوا في وزارة النفط صرح اثناء زيارة القطاع النفطي رقم 10 وأحواضه الكبيرة التي تبلغ مساحتها 30 متر ناقش مع احد مدراء شركة توتال بطلب من أعضاء اللجنة من الشركة بناء محطة لمعالجة المياه المنتجة ورد الرئيس التنفيذي باقتضاب أن ذلك “مكلّف للغاية”. وكما يتذكر المحامي قائلا: “لقد اقترحوا علينا حلين فقط هما إما تعريض المياه المنتجة للشمس أو إعادة حقنها، ولكن في مستوى أعمق من طبقات أحواض المياه الجوفية العذبة الرئيسية و ساورنا القلق إزاء هذه الحلول، لذلك سألنا ما إذا سيكون لهذه المياه أثر على المدى الطويل من حيث تلويث المياه الجوفية التي يشربها اليمنيون ثم التفت حاتم نسيبة إلى ممثل وزارة النفط، قبل إلحاحه على أن “الحكومة اليمنية موقعًة على هذه الطرق في العمل ويقول المحامي سامي جواس: «لقد حذرتهم من أنه في حالة التلوث، سيحاكمون من قبل القضاء اليمني أو الفرنسي. وأكد هذه التصريحات حسين بامخرمة، عضو المجلس المحلي في سيئون، الذي كان حاضرًا أيضا أثناء هذه الزيارة: “لم يكن طرحهم مقنعًا أبداً ولم تتبدد المخاوف على الإقل.
▪️وكان نتيجة هذا الحديث قبلها تقرير في يونيو 2008 لمحافظ حضرموت تحدث عن الى تلف أحد الخزانات السامة التابع للموقع، الذي جرفته الأمطار إلى وادي بن علي وبعد زيارة المسؤولين المحليين للمنشآت، لاحظوا أنه تم بناء عدة خزانات في أعقاب انتهاء السيول الطبيعية. وعندما تحركوا لمسافة 20 كيلومترا عبر الوادي، وجدوا العديد من البقع السوداء، وهي الآثار المرئية للمياه المنتجة التي لم يتم فصلها بنسبة 100٪ عن النفط الخام. ويكشف تقرير المسؤولين عن القلق الذي ساور المجتمع المحلي كان سكان وادي بن علي قلقين بشأن هذه البقع السوداء التي ظهرت بعد الفيضانات الأخيرة. وسألونا عن مدى ضرر هذه المواد على صحتهم وأرضهم واستخدامهم اليومي للمياه (الشرب والطهي والغسيل والري)
▪️وقد قرر البعض التوقف عن زراعة وحراثة أراضيهم لأنهم يخشون أنه بمجرد زراعة أراضيهم، لن ينمو شيء مرة أخرى وتم أخذ عينات من التربة والمياه ليكشف التحليل المرفق بالتقرير أن مستويات الكادميوم والزئبق أعلى بكثير من معايير منظمة الصحة العالمية. وبحسب بيير كورجولت رادي، أخصائي التلوث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي- CNRS، “يمكن أن تنشأ الزيادة في الزئبق من المياه المنتجة التي بها رواسب نفطية، لكن إثبات ذلك ليس بالأمر السهل. سيتطلب الأمر تحليلات أكثر كفاءة وتكلفة واستهلاكًا للوقت لمحاولة إثبات ذلك”. لم تكن جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا تمتلك الوسائل التقنية والموارد المالية لإجراء مثل هذه التحاليل. ويضيف بيير كورجولت رادي:ولكن إذا اعتمدنا على النتائج وسياق التسريبات المتكررة للمياه المنتجة والنفط، فإن هذه تبدو فرضية مقبولة وتفسر ظاهرة السرطانات لدى السكان المحليين في المنطقة”.
▪️المعاملات المالية لشركة توتال منذ التسعينيات الى عام 2015 بحسب المنتدى جاء باتفاق سري ابرم في ذات العام بمبلغ يفوق الأربعة والخمسين مليون دولار قدمته وذلك مقابل اعفاءها واخلاء عهدتها من الالتزامات على انه بعد تقديم هذه الدفعة سيتم اخلاء عهدتها من الالتزامات المتعلقة بإبار النفط ومرافقها القديمة وهي اقل ربح اليوم مقابل حماية الشركة نفسها بيد ان الأهالي الذي لم يلقوا التعويض ومازال المتضررين مصريين بأخذ حقوقهم من شركة توتال و لم تقفل هذه القضية بعد.