مسؤولون في واشنطن يعترفون بفشل الحملة العسكرية في ردع هجمات الحوثي في البحر الاحمر
أعترف مسؤولون في واشنطن أنهم لا يتوقعون أن تؤدي الضربات الجوية إلى ردع الحوثيين بشكل كامل، مما يؤدي إلى تبديد المخاوف بشأن النهج الأمريكي من خلال الادعاء بأن الرد الأمريكي “متعدد الأوجه”. في الواقع، في يناير
وأدرجت وزارة الخارجية الحوثيين في قائمة الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص (SDGT)، وفرضت وزارة الخزانة المزيد من العقوبات على شبكاتهم المالية. ومع ذلك، من الواضح أن الاستراتيجية الشاملة للولايات المتحدة لا تزال تعتمد بشكل مفرط على القوة العسكرية.
والواقع أن إخفاقات التحالف تستمر في تمكين الحوثيين، الذين يستغلون الحرب بين إسرائيل وحماس لإظهار تضامنهم مع فلسطين وتعزيز صورتهم كمدافعين عن العالم العربي ضد “الإمبريالية الغربية “هو الغرض منه انتزاع دولي بالاعتراف بهم
.كما ام النوايا الحقيقية للجماعة ليست ذات صلة؛ ومن الواضح أن نهجهم ناجح، سواء في اليمن أم في الخارج، حيث تهدف الجماعة إلى صرف الانتباه عن استبدادها الوحشي بالدم والتربة وإخفاقاتها الاقتصادية التي تلقي بظلال من الشك على قدرتها على البقاء باعتبارها الحاكم الوحيد في شمال اليمن.
بناء على ذلك، فإن التدخل الغربي ضد الحوثيين يتناقض مع السياسة المعلنة للحكومة الأمريكية، وهو بطبيعته هزيمة ذاتية، ويضر في الوقت نفسه بالمصالح الأخرى في المنطقة. عند دخوله الرئاسة، كان أحد أهداف السياسة الخارجية الرئيسية لبايدن في الشرق الأوسط هو إنهاء الحرب في اليمن، وهو ما لا يمكن أن يحدث طالما استمر الحوثيون والتحالف الأمريكي البريطاني في تبادل إطلاق النار مما يجعل السلام بعيد المدى.
كما أن القتال يعقد الجهود الأمريكية طويلة الأمد لتهدئة التوتر مع إيران ومنعها من الحصول على سلاح نووي. علاوة على ذلك، تسببت جبهة البحر الأحمر باضطرابات شديدة في التجارة الدولية وفي تدفق المساعدات الإنسانية، وهي عنصر أساسي في القوة الناعمة للولايات المتحدة.
أخيراً، ستهدد الأعمال العدائية مع الحوثيين بشكل متزايد محادثات السلام التي تجريها الجماعة مع المملكة العربية السعودية، مما يقوض هدفاً آخر للسياسة الخارجية الأمريكية في الخليج.