النساء بين عملية السلام في اليمن والوصم الاجتماعي

 

ماجدة طالب

إعلامية يمنية وناشطة لاصوات النساء للسلام في اليمن

 

عشر سنوات من حرب مازالت  تدور رحاها في اليمن، وتجدد تبعاتها الوخيمة على حياة الناس، حتى اللحظة لم يفهم الناس دور النساء في عمليات السلام او  تعريف مفهوم السلام لدى المواطنين وتصوّراتهم للعملية برمتها.

لاكثر من عامين ومازالت سنوات من المفاوضات الفاشلة سمحت للأطراف المتحاربة باحتكار محادثات السلام وتجميدها ، وإقصاء النساء خاصة اللتي ساهمن في عملية السلام ويعدن في منتصف العمر كتطوع شخصي منهن

و بصورة ملحوظة على المستويين المحلي والوطني رغم عدم اختلاف اثنين على كونهن في طليعة جهود التخفيف من تداعيات الحرب على اليمنيين لكن النساء تصبح الأكثر عرضه للعنف الاجتماعي .

هنالك دراسة  تهدف  -عبر اتباع نهج يركز على المجتمع -إلى تعريف مفهوم السلام من وجهة نظر اليمنيين بناء على تجاربهم الواقعية، واقتراح تدابير تكفل تعزيز دور المرأة في بناء السلام، وإيجاد طرق للحد من الممارسات والسياسات المحلية التي تسبب تعيد من تكرار أعمال العنف وعدم المساواة بين الجنسين .

و تعتمد الدراسة بشكل كبير على الأدبيات النسوية التي تؤكد بأن الدور المحوري لممارسات النساء اليومية “الخفية” -مثل الإنجاب، والروتين اليومي، وتقديم الرعاية، وتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية، والتفاوض للحد من أوجه عدم المساواة، والعلاقات الاجتماعية، وفضّ النزاعات -في تعزيز التماسك الاجتماعي، لم ينل التقدير الذي يستحقه أو تتطرق له الأبحاث بشكل كاف

دراسات متعدده شاركت فيهن النساء تفوق المئة امرأه في عام 2022  من مختلف الفئات العمرية ووالمناطق الجغرافية والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية. عقدت الدراسة  حلقات نقاش بؤرية في كلٍ من محافظة صنعاء وإب وعدن وحضرموت  خلال الفترة بين يناير/ كانون الثاني ومارس/ آذار 2022.  ودراسة أخرى الى عام 2023 تركز على النوع الاجتماعي ودورهن في عمليات السلام .

،ان المرأة تجد صعوبه في خلق بيئة تمكينية لها في السنوات الاخيره  وزيادة مشاركتها في بناء السلام، وتعزيز آليات التدخلات الكبيرة لصنع السلام. فضلًا عن ذلك، اعتمدت الدراسة على نهج يتمحور حول تعريف مفهوم السلام، وأجندة المرأة والسلام، والأمن من وجهة نظر الجهات الفاعلة المحلية، والنساء على مستوى القاعدة الشعبية في اليمن بدلًا عن التركيز على النهج المتبعة في العالم الغربي

 

تعريف  مفهوم السلام  .

ركز المشاركين من جميع المحافظات  لمفهوم تعريف  السلام حول الأمن والاستقرار بشكل أساسي، وحرية التعبير والتنقل، وتلبية الاحتياجات الأساسية، والتعايش المتأصل في العقيدة الإسلامية فقط، والحفاظ على الكرامة. كانت التعريفات التي أدلت بها النساء والرجال حول السلام متشابهة، إلا أن بعض المشاركين من محافظة صنعاء (التي يفرض فيها الحوثيون قيودًا مشددة على السلوك المجتمعي وحركة التنقل) تلخصت في حرية التعبير والتنقل أكثر مما هو عليه الحال في المحافظات الأخرى. في عدن، كان التعريف الأبرز للسلام هو الرغبة في “التعايش السلمي ونبذ العنصرية والطائفية

ومازالتا الناشطات تواجه  في مجال السلام تحديات الوصم الاجتماعي من كلا الجنسين على حد سواء. فخلصت حميع   النقاشات  البؤرية أن النساء اللواتي يعملن بشكل علني في مجال بناء السلام باليمن يواجهن الوصم الاجتماعي، من قبل كلا الجنسين على حد سواء. صرحت بعض النساء بأن الناشطات في مجال بناء السلام لا يمثلنهن بالضرورة، كما أُبلغ عن تعرض ناشطات لمضايقات في مناطق سيطرة الحوثيين وكذلك المناطق الخاضعة للحكومة المعترف بها دوليًا، وذُكر أن حملات التشهير هي أبرز العوائق التي تحول دون مشاركة المزيد من النساء في بناء السلام بصورة أكثر علنًا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *