ايران تتخلى عن قيادتها الدينيه والاقليميه لدوافع اقتصادية

فارس النجار
من إغتيال إسماعيل هنية في ايران الى مقتل حسن نصر الله اليوم مرورا بتصريحات الرئيس الايراني عن العلاقات الاخوية مع الامريكان رسائل مفادها :
سياسا:
أيران تسعى لترتيب أولوياتها وتحسين علاقتها مع الغرب خاصة الولايات المتحدة الامريكية وهذا نتاج للضغوط السياسية والاقتصادية التي تتعرض لها ايران داخليا وخارجيا، في هذا السياق فأن إي اغتيالات لشخصيات محورية مثل هنية وحسن نصر الله يمكن وصفها كإجراءات تهدف الى إضعاف العناصر المسلحة التي اصبحت تتعارض مع مصالح ورغبات ايران اليوم.
اقتصاديا:
ايران تعاني من أزمة اقتصادية خانقة بسبب العقوبات وهي بحاجة ماسة اليوم لتخفيف هذه العقوبات وتحسين اوضاعها الاقتصادية، لذا في فأن منطقيا اي تقارب تسعى له أيران مع الولايات المتحدة الامريكية يحمل في طياتة أبعادا اقتصادية، حيث تسعى أيران اليوم لفتح اسواق جديدة وإعادة تفعيل اتفاقيات تجارية توقفت أو تأثرت بعد قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي في مايو 2018، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية القاسية على إيران، بما في ذلك على صادرات النفط والقطاعات المالية والاقتصادية الأخرى ويمكن تلخيص هذه الاتفاقيات التي ترغب ايران بإعادة تفعيلها بالتالي:
الاتفاقيات النفطية:
كانت تعتمد أيران على صادراتها من النفط إلى الاسواق العالمية خاصة إلى دول مثل الهند، الصين، اليابان، كوريا الجنوبية، بعد إعادة العقوبات تراجع تصدير النفط الايراني بشكل كبير.
الاتفاقيات التجارية مع الاتحاد الاوربي:
بعد توقيع الاتفاق النووي عام 2015 والذي يطلق عليه أسم (خطة العمل الشاملة المشتركة)، بدأت الشركات الاوربية بالتعامل مع ايران، وشهدت الاسواق الاوربية ارتفاعا في الصادرات الايرانية حيث زادت زادت قيمة التجارة الايرانية في العام 2017م الى 23 مليار يورو بحسب مجلس العلاقات الخارجية (CRF)، الذي اكد ايضا ان الجزء الاكبر من هذه التجارة كان مرتبطا بقطاع الطاقة وخاصة النفط وتوقفت هذه التعاملات مرة أخرى بعد العقوبات الأمريكية التي أعادت الضغط على الشركات الأوروبية لقطع علاقاتها مع إيران خاصة في قطاع النفط وانخفضت صادرات النفط الايرانية إلى 80% وفقا لتقارير متعددة.
أتفاقيات البنية التحتية مع الصين وروسيا:
كانت ايران تعمل على مشاريع كبيرة للبنية التحتية مع الصين وروسيا خاصة في مجالي النقل والطاقة تقلصت هذة المشاريع بسبب القيود المفروضة على التمويل والتكنولوجيا، ومن امثلة هذه المشاريع مشروع سكة الحديد بين طهران ومشهد مع الصين، الذي كان جزءًا من مبادرة “الحزام والطريق”، مشروع تطوير حقل غاز “بارس الجنوبي” مع روسيا، مشروع مفاعل بوشهر النووي مع روسيا.
التبادل التجاري مع تركيا والدول المجاورة:
كانت إيران تحتفظ باتفاقيات تجارية قوية مع جيرانها، خاصة تركيا، حيث يتم تبادل السلع والخدمات بشكل واسع ورغم أن بعض هذه العلاقات استمرت جزئيا بفضل طرق الالتفاف على العقوبات، إلا أن إيران ترغب في إعادة تفعيل هذه الاتفاقيات على نطاق أوسع وبشكل رسمي.
ويمكننا أن نقول في خلاصة الحديث أن تصفية هنية وحسن نصر الله إشارة ان ايران مستعدة عن التخلي على أوراقها الاقليمية إذا كان ذلك سيحقق لها مكاسب سياسية واقتصادية أكبر على المدى الطويل